أولئك النفر وشيخ لهم فأخذ بهامة الفحل مما فوق مشفره فضغطها ضغطة جرجر <منها> الفحل فاستخذى ورغا! وقال: ليعطني من أحبّ يده حتّى أولجها فم هذا الفحل! قال؛ يقول الشيخ: يا قوم! تنكبّوا عن هذا الشيطان فو الله ما سمعت هذا الفحل جرجر منذ بزل قبل اليوم فلا تعرضوا له. وجعلوا يتبعونه وينظرون إلى خطوه، ويعجبون منه.
ولهلال أحاديث عجيبة في قوّته وشجاعته ذكرها صاحب الأغاني مما يطول شرحها فأضربت عنها. وله أشعار كثيرة جيّدة تدلّ على فحولة قائلها؛ فمن ذلك (من البسيط):
دعاني قمير دعوة فأجبته ... فأيّ امرئ في الحرب حين دعاني
معي مخذم قد أخلص القين حدّه ... يخفّض عند الروع روع جناني
وما زلت مذ شدّت عيني حجزتي ... أحارب أو في ظلّ حرب تراني
وعن زفر بن هبيرة قال، تقاوم هلال بن الأسعر المازني وهو أحد بني رزام بن مازن، ونهيس الجلاّني من عنزة وهما يسقيان إبلهما فحذف هلال نهيسا بمحور في يده فأصابه فمات فاستعدى ولده بلال بن أبي بردة، وهو يوم ذاك أمير العراق، على هلال (٣٢) فحبسه وأسلمه قومه، وعمل في أمره ديسم أحد بني كنانة بن حرقوس فافتكّه بثلاث ديات فقال هلال يمدحه من قصيدة (من الوافر):
تدارك ديسم حسبا ومجدا ... رزاما بعدما اشتقّت عصاها