للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالقطقاط وله فى منكبيه شوكتين كبائر حدّة فإذا طبق عليه التمساح ضربه بتلك الشوكتين فى حلقه فيفتح فاه له فيخرج.

قال: وآفة التمساح دوبيّة تكون فى (١٧١) سواحل النيل وجزائره تكمن له فى الرمل فإذا فتح فاه وثبت فدخلت فمه ونزلت جوفه فيضرب الأرض بنفسه ويغوص فى الماء فتخرق تلك الدويبّة جوفه وترعى كبده فيموت ويهلك ويطفو على وجه الماء وتخرج تلك الدويبّة منه، قال: وهذه الدويبّة على طول الذراع ونحوه على صورة ابن عرس ولها قوائم عدّة ومخاليب.

قلت: هذه لم تشهد بمصر قطّ ولو كانت ثمّ لكانت تعرف ولعلّها تكون ببلاد النوبة والحبشة.

وقد ذكر ابن حوقل رحمه الله أنّ بمصر أماكن لا يضرّ بها التمساح كعدوة أبو صير والفسطاط، قلت: (١) وهذا صحيح، ما عهد أنّه ضرّ أحد من أهل الفسطاط مع الوجه البحرى إلى حدود دمياط ورشيد وهو منتهى مصبّه فى لمالح وإنّما مؤذيته بصعيد مصر كلّما على كان أشدّ مؤذية.

قال: وفى نيل مصر السمك المسمّى بالسقنقور ويصلح للجماع، قلت: وهذا أيضا لم يكن بالنيل وإنّما ترد به الفرنج من جزائر البحر الرومى قديدا، قال:

وفى مصر أعنى نيلها السمك الرعّاد إذا وقعت السمكة فى شبكة الصيّاد لا تزال بده ترعد مع جميع أعضائه حتّى يلقيها أو تموت السمكة، وهذه السمكة نحو الذراع، قلت: هذه موجودة كثير فى النيل، والخاصّيّة فيه ما دام حيّا لا يطيق أحدا يقبض عليه فإنّه يحصل له من الرعدة والتخدّر ما لا يطيق يملك نفسه فيه حتّى مطلقه أو تموت السمكة تبطل تلك الخاصّيّة، وهذه من الخواصّ التى لا تعلّل، وهى


(١) صورة الأرض ١/ ١٦٠، -١