للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكره الجوهرى (١) فقال: الفيّوم من أرض مصر، قتل بها مروان بن محمد آخر ملوك بنى أميّة، قلت: (٢) قتل مروان بقرية بوصير من عمل غير الفيّوم بل من عمل البهنسا من طرف صعيد مصر، قال ابن الجوزى: وفى نيل مصر عجائب كثيرة منها التمساح ولا يكون إلىّ (٣) فى نيل مصر بخلاف سائر الأنهار الكبار والصغار، قال: وله أسامى: يسمّى فى مصر: التمساح، وفى بلاد النوبة: الورل وما وراء النوبة يسمّى: السوسمار.

قال الجوهرى: (٤) التمساح دابّة من دوابّ الماء معروف بمصر، وقال الجاحظ رحمه الله فى كتاب عجائب البلدان (٥) إنّ مهران السند من نيل مصر ويوجد فيه التمساح، قال ابن الجوزى: قد وهم الجاحظ لأنّ مهران السند يخرج من جبال المولتان وهى فى المشرق وداخله تحت خطّ الاستواء والاعتدال والنيل يخرج من جبل القمر من ناحية الجنوب وهو خارج عن خطّ الاستواء والاعتدال، وبين مهران السند وبين الحبشة والنوبة البحر الشرقى، فكيف يكون منه فإن وجد التمساح فى مهران السند فقد يوجد فيه كما وجد فى النيل.

قالوا: (٦) والتمساح لا دبر له وما يأكله يتصوّر فى بطنه دودا فإذا أذاه ذلك خرج إلى البرّ وفتح فاه فينقض عليه طائر الماء كالطيطورى ونحوها من أنواع طيور الماء فيدخل فى فيه ويلقط ذلك الدود، فربّما يطبق عليه فيه فى بعض الأوقات فيبلعه، فضربت العرب المثل به فقالوا: مكافأة التمساح، قلت: أمّا قوله إنّ التمساح ليس له دبر فنعم والطائر الذى يدخل فى فيه ويلتقط منه الدود يعرف


(١) الصحاح ٥/ ٢٠٠٥ آ
(٢) قلت: سبط بن الجوزى!
(٣) الى: إلا
(٤) الصحاح ١/ ٤٠٥ آ
(٥) قارن مروج الذهب ١/ ١١٣
(٦) قارن مروج الذهب ١/ ١٢٧