فقيل له: من ابن قيان هذا؟ لسنا نعرفه من مغنّي البصرة ولا الحجاز! قال: وما عليكم منه؟ ألكم قبله دين فتطالبوني به أو ثارّ تريدون تدركوه؟ قالوا:
ليس شيء مما ذكرت، وإنما أردنا أن نعرفه! فقال: هو رجل يغنّي لي ولا يخرج من بيتي! فقالوا: إلى متى؟ قال: منذ يوم ولد إلى يوم يموت!.
وعن أحمد بن خلاّد قال، حدّثني أبي، قال، قلت لبشّار: إنك لتجيء بالشيء المهجّن المتقارب! قال: وما ذاك؟ قال؛ قلت: بينما تقول شعرا تثير به النقع وتخلع به القلوب مثلك حيث تقول (من الطويل):
إذا ما غضبنا غضبة مضريّة ... هتكنا حجاب الشمس أو تقطر الدما
إذا ما أعرنا سيّدا من قبيلة ... ذرى منبر صلّى علينا وسلّما
إلى أن تقول (من الهزج):
ربابة ربّة البيت ... تصبّ الخلّ في الزيت
لها عشر دجاجات ... وديك حسن الصوت
فقال: لكلّ شيء وجه وموضع. فالقول الأوّل جدّ وهذا قلته في ربابة جاريتي وأنا لا آكل البيض من السوق، وربابة هذه لها عشر دجاجات وديك فهي تجمع لي البيض وتحفظه فهذا عندها من قولي أحسن من:
*قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل*
عندك أنت!.
وعن يحيى بن الجون العبديّ قال؛ كنّا عند بشّار فأنشدنا قصيدته التي يقول فيها (من المتقارب):