للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها نهر آتل يأتى من المشرق فيصبّ فى بحز الخزر ويقال إنّه يتشعّب منه نيف وسبعون نهرا وهو أكبر من جيحون، ومنها الهند مند ومخرجه من جبال خراسان ويصبّ فى البحر الشرقى.

وذكر فى جغرافيا أنّ العيون الكبار التى تنبع فى الأرض مائتى عين وثلاثين عينا دون الصغار، وعدد الأنهار الكبار الجارية فى الأقاليم السبعة على الدوام مائتان وتسعون نهرا، وقال ابن المنادى: فى الإقاليم الأوّل من الأنهار والعيون ثلاثة وعشرون، وفى الإقاليم الثانى تسعة وعشرون، وفى الإقاليم الثالث أربعة وعشرون منها النيل فى أكثره، وفى الإقليم الرابع ستّون منها دجلة والفرات، وفى الإقليم الخامس عشرون، وفى الإقليم السادس ستّة وعشرون، وفى الإقليم السابع البقيّة من العدّة المذكورة، وجميع ما ذكرناه من الأنهار والعيون داخل فى الأقاليم السبعة إلاّ العيون التى فى جبل القمر فإنّها خارجة عن ذلك لأنّها ليست فى خطّ الاستواء، وقيل إنّها فى أطراف الهند وهو الأوّل.

وذكر صاحب المسالك والممالك (١) أنّ ببلاد المشرق تلاّ له ألف عين نجرى إلى المشرق، قال: ويسمّى بركوب، معناه الماء المقلوب، وصيده دراريج (٢) سود، قلت: هذا النهر ذكره صاحب كتاب أصول الترك واسم الكتاب باللغة التركية:

ألوأطابتك، معناه: كتاب الأب الكبير، وسنذكره (١٧٨) عند ذكرنا لبدء خروج التتار، وأصل مخرج هذا النهر من سفح جبل عظيم لم يذكروه فى الجبال إمّا لبعد مسافته أو لكون اتّصاله بالمحيط، وهذا الجبل يسمّى باللغة التركيّة قرا طاغ، معناه الجبل الأسود، وسيأتى ذكره وسمت علوّه فى الجوّ وارتفاعه فى الهواء وعظمه بين الجبال حسبما ذكره جبريل بن بختيشوع لما حلّه من اللغة الفارسيّة إلى العربيّة إن شاء الله تعالى.


(١) المسالك:٢٨،٤
(٢) دراريج: تداريج المسالك