للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن الجوزى رحمه الله: وقد روى أبو بكر الخطيب رحمه الله فى تأريخه (١) حديثا يأتى على سيحون وجيحون والفرات والنيل، فقال: حدّثنا أبو القسم الحسن ابن الحسين بن على بن المنذر القاضى وأبو القسم على بن محمّد بن يعقوب الأيادى وأبو على الحسين بن أحمد بن شاذان البزّاز بإسنادهم عن مقاتل بن حيّان عن عكرمة عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنزل إلى الأرض خمسة أنهار:

سيحون وهو نهر الهند، وجيحون وهو نهر بلخ، ودجله والفرات وهما نهران بالعراق، والنيل نهر بمصر، أنزلها الله من عين واحدة من عيون الجنّة من أسفل درجاتها على جناحى جبرائيل عليه السلام واستودعها الجبال وأجراها فى الأرض وجعل فيها منافع للناس، فذلك قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً <بِقَدَرٍ> فَأَسْكَنّاهُ فِي الْأَرْضِ»} (٢)، فإذا حان خروج ياجوج وماجوج أرسل جبرائيل فرفع من الأرض هذه الأنهار الخمسة والقرآن والعلم والحجر والركن والمقام وتابوت موسى عليه السلام بما فيه يرفع الكلّ إلى السماء فذاك قوله تعالى: {وَإِنّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ»} (٣)، فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض فقد خير الدين والدنيا، قال ابن الجوزى: إلاّ أنّ هذا الحديث غريب والأصحّ أنّه موقوف على ابن عبّاس.


(١) تأريخ بغداد ١/ ٥٧،١٤
(٢) القرآن الكريم ٢٣/ ١٨
(٣) القرآن الكريم ٢٣/ ١٨