للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسرور! فأجابه فقال: إضرب رأس شرار فإني لا أطيق أنظر قاتل جعفر! قال؛ ففعل ذلك! (١٢١)

قلت؛ ما أحسن من قال: أشقى الناس بالسلطان صاحبه، كما أنّ أقرب الأشياء إلى النار أسرعها احتراقا. وكقولهم: شبه أصحاب السلطان كقوم رقوا إلى جبل ثم سقطوا فكان أقربهم إلى التلف أبعدهم في المرقى وشبّهوا صاحب السلطان كراكب الأسد؛ يهابه الناس <لموضعه> وهو لمركوبه أهيب. وقد قيل (من المتقارب):

بقدر الصعود يكون الهبوط ... فإيّاك والدرج العاليه

وكن في منزل إذا ما سقطت ... تقوم ورجلاك في عافيه

ومما حفظ من كلام جعفر بن يحيى قوله: الرزق مقسوم، والحريص محروم، والحسود مغموم، والبخيل مذموم. وقوله: إذا كان الإيجاز كافيا كان الإكثار عناء، وإذا كان الإيجاز مقصّرا كان الإكثار أبلغ. وقوله: الخراج عمود، الملك، وما استغزر بمثل العدل، ولا استنزر بمثل الجور. ووقّع إلى بعض العمال بدكين: كثر شاكوك وقلّ شاكروك، وترادف متظلّموك، وكثر بالشرّ ذاكروك؛ فإمّا اعتدلت وإمّا اعتزلت. والسلام. ووقّع أيضا: بئس الزاد إلى يوم المعاد العدوان على العباد.