وأظهر الحرص على انتزاع مال أخيه. (١٢٩) قلت: وهذه ثالثة. قالت:
والسقطة العظمى وهي قاصمة الظهر حيث قال أبوه لأخيه: لاعبه وأنا معك فقال أخوه لا فقال هو نعم فناصب أباه وأخاه وغالبهما! قال؛ فقلت لها: والله لقد أصبت وأحسنت يا أمّاه وإنك لأقضى من الشعبيّ! ثم قلت: عزمت عليك هل خفي هذا على مثل جعفر؟ وقد ظهر ذلك لأخيه الفضل؟! فقالت: يا بني! لولا العزمة لما أخبرتك! إنّ أباهما لمّا خرج خلوت بالفضل فقلت له: ما منعك من إدخال السرور على أبيك بملاعبة أخيك؟ قال: منعني منه أمران أحدهما أني لو لاعبته لغلبته ولو غلبته لأخجلته، والثاني قول أبي: لاعبه وأنا معك، وما يعجبني أن يكون أبي معي على أخي. قالت: ثم إني خلوت بجعفر فقلت له:
يا بني! أيقول أبوك أتلعب بالشطرنج فتقول نعم وقد امتنع منها أخوك؟ فتسم نفسك بالهزل عند أبيك وهو صاحب جدّ؟! فقال: إني سمعت أبي يقول في الشطرنج إنها نعم لهو البال المكدود، وإنه ليعلم ما نلقى من كدّ التعلّم فظننت أنه لا يعيب ذلك علينا. ثم إني لم أكن آمن أن يكون قد نمي إليه أنّا نلعب بها، وخفت أن ينكر أخي فيكون الكذب أقبح فبادرت إشفاقا وقلت إن كان من أبي نكثر لقيته دون أخي! قالت فقلت له: فعلام قلت ألاعبه مخاطرة كأنك تقامر أخاك وتستكثر ماله؟! قال: كلاّ ولكنه استحسن الدواة التي وهب لي أمير المؤمنين المهدي فعرضتها عليه فأبى قبولها ورجوت أن يلاعبني عليها فتطيب نفسه بأخذها! فقلت: يا أمّاه! وما كانت (١٣٠) الدواة؟ فقالت: إنه دخل على المهدي وبين يديه دواة من العقيق الأحمر محلاة بالياقوت الأصفر فرآه ينظر إليها فوهبها له. قال: فقلت لها ثم ماذا؟ فقالت: فقلت له ما عذرك إذ قال له أبوه لاعبه وأنا معه، فقلت نعم! قال: عرفت أنّه يغلبني وله في ذلك شرف وسرور بتحيّز أبيه إليه دوني. قال محمّد بن عبد الرحمن: فقلت بخ بخ هذه والله اللبابة والسيادة. ثم قلت لها: هل كان معهما من بلغ الحلم؟ فقالت: يا بنيّ! أين يذهب بك! أنا أحدّثك عن صبيّين يلعبان وتقول هذا! لقد كنا ننهى الصبيّ إذا