الأهواز، وتزوّج أمّه جلبان فاستولدها عدة أولاد منهم أبو نواس وأبو معاذ.
وأسلمت أبا نواس أمّه لبعض العطّارين فرآه أبو أسامة والبة بن الحباب الشاعر فاستملحه فقال له: اصحبني أخرّجك فإنك ستقول الشعر! فصار معه وخرّجه.
وأول ما قال من الشعر (من المقتضب):
حامل الهوى تعب ... يستخفّه الطرب
وروي أن الخصيب <صاحب ديوان الخراج بمصر> سأل أبا نواس عن نسبه فقال: أغناني أدبي عن نسبي! فأمسك عنه!.ولد في سنة خمس-وقيل:
ستّ-وأربعين ومائة. وتوفّي سنة ثمان وتسعين ومائة ببغداد. ودفن في مقابر الشونيزي. ويكنى أبو علي. وإنما قيل له أبو نواس لذؤابتين كانتا تنوسان على عاتقيه. ومن حسن ظنّه بربّه قوله (من الوافر):
تكثّر ما استطعت من الخطايا ... فإنك بالغ <ربا> غفورا
ستبصر إن وردت عليه يوما ... وتلقى سيدا ملكا كبيرا
تعضّ ندامة كفيك مما ... تركت مخافة النار الشرورا
وهذا من أحسن المعاني وأغربها. وأخباره كثيرة جدّا وكذلك أشعاره فلخّصنا من ذلك ما ذكرناه في هذا الجزء المبارك.