للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المسلمين. وكان جليل القدر، كامل العقل، بارع الفضل، عظيم العفو، حسن التدبير. بويع له بمدينة السلام يوم الأحد لست بقين من المحرّم سنة ثمان وتسعين ومائة؛ وهو بمرو في قول. كان يقال إنّ لبني العبّاس فاتحة وواسطة وغالقة. فالفاتحة المنصور والواسطة المأمون والغالقة المعتضد. ودليل ذلك أنّ أول من عني بالعلوم من أول مبتدأ الدولة العباسية المنصور رحمه الله؛ وأول من اشتهر في دولته بالعلوم وترجمتها عبد الله بن المقفّع الخطيب الفارسي كاتبه فإنه ترجم كتب أرسطوطاليس المتطبّب وهي كتبه المنطقيّة الثلاثة؛ وهي: كتاب قاطيغورياس وكتاب باري أرمينياس وكتاب أنالوطيقا. وذكر أنّه لم يكن ترجم منه إلى وقته إلاّ الكتاب الأول فقط. وترجم بعد ذلك المدخل إلى كتاب المنطق المعروف بإيساغوجي وغيره ترجم من ذلك عبارة سهلة قريبة المأخذ. وترجم مع ذلك الكتاب الهنديّ المعروف بكليلة ودمنة وهو أول من ترجمه من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية. وله تواليف حسنة منها رسالته في الأدب والسياسة؛ ومنها رسالته المعروفة باليتيمة في طاعة السلطان. وأمّا علم النجوم فأول من عني بها في دولة المنصور محمد بن إبراهيم الفزاري المقدّم ذكره في أوّل جزء من هذا الكتاب في أول ذلك الجزء. (١٤٤) وهو الرجل الذي افترد بالقول في ذكر عمر الدنيا ودورات الفلك حسبما تقدّم من القول في ذلك. ذكر الحسين بن