محمد بن حميد المعروف بابن الآدمي في زيجه الكبير المعروف بنظم العقد أنّه قدم على الخليفة المنصور في سنة ست وخمسين ومائة رجل من الهند بالحساب المعروف بالسند هند في حركات النجوم مع تعاديل معمولة على كرة درجات محسوبة لنصف نصف درجة مع ضروب من أعمال الفلك من الكسوفين ومطالع البروج وغير ذلك؛ في كتاب يحتوي على اثني عشر بابا.
وذكر أنه اختصره من كردجات منسوبة إلى ملك من ملوك الهند يسمّى فيغر فأمر المنصور بترجمة ذلك الكتاب إلى اللّغة العربية وأن يؤلّف منه كتاب تتّخذه العرب أصلا في حركات النجوم فتولّى ذلك محمد بن إبراهيم الفزاريّ وعمل منه كتابا يسمّيه المنجّمون بالسند هند الكبير وتفسير السند هند بالعربية الدهر الداهر. فكان أهل ذلك الزمان يعملون به إلى أيام أبي العبّاس المأمون.
فاختصره له أبو جعفر محمد بن موسى الخوارزميّ وعمل منه زيجه المشهور ببلاد الإسلام، وعوّل فيه على أوساط السند هند، وخالفه في التعاديل والميل فجعل تعاديله على مذاهب الفرس، وميل الشمس فيه على مذهب بطلميوس، واخترع فيه من أنواع التقريب أبوابا حسنة لا تفي بما احتوى عليه من الخطأ البيّن الدالّ على ضعفه في الهندسة! فطاروا به كلّ مطير، وما زال نافقا عند أهل العناية بالتعديل إلى آخر وقت. فلمّا أفضت الخلافة إلى أبي العباس المأمون طمحت نفسه (١٤٥) الفاضلة إلى درك الحكمة، وسمت به همته الشريفة إلى