للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واختلفوا فى الذى حفر نهر عيسى وهذا النهر الذى يأخذ من الفرات ويصبّ ببغداد وعليه المحول وغيرها على أقوال: أحدها أنّه سليمان بن داود عليهما السلام، الثانى: أنّه أفقورشه آخر ملوك النبط، الثالث: أنّهم ملوك الفرس، وقيل عيسى ابن على بن عبد الله بن عبّاس، وبه عرف، وليس كذلك فإنّه قديم وإنّما عيسى ابن على المذكور ابتنا عليه قصرا فعرف به، وأمّا الصراة فقديمة أيضا، قال الجوهرى (١) وذكرها: الصراة بالفتح نهر بالعراق وهى الصراة العظمى والصغرى وصرا الماء (٢) إذا طال مكثه وتغيّر.

وأمّا دجيل فهو الذى غرق فيه شبيب الخارجى لما يأتى من خبره، واختلفوا أيضا فيه، فقال الهيثم بن عدى إنّ سليمان عليه السلام أمر الشياطين فحفرته وألقت ترابه بين قصر (١٨٣) شيرين وخانقين وقيل إنّ بعض ملوك الفرس حفره.

انتهى القول فيما اشترطناه من ذكر الأقاليم السبع والبحار السبع وما فى ضمن ذلك من الجزائر والبحيرات والأنهار والبلدان، مع ما مضى من ذكر الجبال والتلاع والقلاع والرمال وغير ذلك ممّا لخصناه من عدّة تواريخ وكتب الحديث النبوىّ من الصحيحين وما اشتمل عليه هذا الجزء المبارك من الأخبار وتبعها من الآثار، وجميع ذلك بحول الله وقوّته وحسن عنايته وبركة توفيقه وإلهامه وهدايته، ولنبتدئ الآن بذكر عجائب المخلوقات وبدائع المصنوعات فى كلّ إقليم وما اختصّ به واجتمع فيه موفّقا لذلك إن شاء الله تعالى.


(١) الصحاح ٦/ ٢٤٠٠ آ
(٢) الصحاح ٦/ ٢٣٩٩ ب