للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وليس فى إطام الأرض أعظم منها ويضئ فى الليل منها نار ترى فى البحر الشرقى من مائة فرسخ وتقذف بجمر كالجبال وقطع الصخور تتراءى فى الهواء ثم ينعكس سفلا فيهوى فى قعرها وهى سود لما نالها من الحرارة، قال الجوهرى: (١) والأطم مثل الأجم جمع أجمة تخفّف وتثقّل والجمع آطام والآطام حصون أهل المدينة.

قلت: أجمع أهل التأريخ على وجود هذه الأطمة بهذه الديار ومنهم من أطنب وأطال فى ذكرها مثل المسعودى وغيره فدلّ ذلك على صحّة وجودها.

ومنها بطّة نحاس على عمود نحاس بين الهند والصين فى أرض يقال لها كمار، (٢) حكى ابن الجوزى رحمه الله بإسناده إلى عبد الله بن عمرو بن العاص قال: إذا كان يوم عاشوراء مدّت تلك البطّة عنقها إلى نهر تحتها فتشرب منه ثم ترتفع إلى مكانها وتفتح منقارها فيفيض منه من الماء ما يكفى لكّان تلك البلاد وزروعهم ومواشيهم إلى مثل يوم عاشوراء من السنة الأخرى.

قلت: وهذا أيضا فيه نظر من جهة العقل، وذلك أنّه لو قال: يوم فى السنة، لأمكن وإنّما قال: يوم عاشوراء، ويوم عاشوراء لا يكون إلاّ فى السنة العربيّة والسنة العربيّة تدور ويجئ يوم عاشوراء فى سائر فصول السنة الأربع والزرع لا يكون إلاّ فى فصل مخصوص فى سائر الأقاليم السبعة كلّ إقليم وما يوافق فيه فى أوانه ويكون فى فصل استقبال الشتاء ليتربّا الزرع فى رطوبة الوقت ويدرك الحبّ فى استقبال الصيف فيحسن حصاده، ويوم عاشوراء تدور فى الفصول الأربع، فلا يصحّ ذلك، والله أعلم إلاّ أن يكون فى يوم من الشهور (١٨٦) الروميّة والقبطيّة، وهذا ظاهر.


(١) الصحاح ٥/ ١٨٦٢ آ
(٢) كنار: كذا