للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها قنطرة بين السوس وبين جندى سابور ذكرها صاحب المسالك والممالك (١) وقال: هى على واد عظيم منه أنهار جندى سابور والسوس، وطول هذه القنطرة أربعمائة ذراع بناها سابور وأساسها فى الأرض ثلاثون ذراعا وارتفاعها فى الهواء مائة ذراع، وبين صخورها الرصاص مصبوب، وفيها نيف وعشرون طاقا كلّ طاق عشرة أذرع، يخرج من تحت القناطر نيف وثلاثون نهرا تسقى رستاق السوس وجندى سابور ولا ينقص الماء شيئا.

قلت: وهذه القنطرة أيضا مذكورة، وقال المسعودى: إنّها من بناية الفرس الأول، وإنّ الإسكندر لمّا ظهر أخربها، وكذلك كانت قنطرة على سيحون بناها الضحاك فأخرجها أيضا الإسكندر، هكذا قال المسعودى، والله أعلم.

ومنها ما ذكره ابن حوقل فى كتاب الأقاليم فى صفة الدنيا، قال: (٢) الخزر اسم إقليم وقصبته تسمّى آتل، وآتل أيضا اسم النهر الذى يجرى إليها من بلاد الروس وبلغار ويصبّ فى بحر الخزر وقد ذكرناه، وكذلك اسم أى من تملّكهم من ملوكهم أيضا آتل وقصره مبنىّ بالجص والآجرّ، ولا يسمح لأحد من رعيّته فى البناء بهما، وهو يهودى وعسكره اثنا عشر ألفا كلّهم يهود، (٣) وحاشيته أربعة آلاف، وفى بلادهم مسلمون ونصارى ومجوس ومن يعبد الأوثان ومن يعبد الكواكب ومن يعبد الشمس والقمر، وعنده سبعة من الحكّام لهذه الأديان المتفرّقة يقضون بين الناس، وقال المسعودى فى ذكر ذلك: (٤) وإنّ هؤلاء الحكّام السبعة متى اختلفوا فى شئ ولم يجدون عندهم لذلك قياس رجعوا فيه لحاكم المسلمين، قال ابن حوقل: ولا يصل أحدا (١٨٧) إلى الملك إلاّ فى النادر.


(١) المسالك ١٧٦
(٢) صورة الأرض ١/ ١٥،١٥
(٣) قارن صورة الأرض ٢/ ٣٩٠
(٤) مروج الذهب ١/:٢١ مادة ٤٥١