يقال له السبّاع والبيطار والخليفة الثماني. فأمّا السبّاع فإنّه كان يصيد السباع بيده، ويلوي أعمدة الحديد في حلوقها أطواقا ويرسلها. وأمّا البيطار فإنه كان يصيد حمر الوحش فيغلّها بالحديد ويطلقها. وأمّا الثماني فإنّ أحواله جميعها جرت على ثمانية ثمانية كما يأتي ذكر ذلك. أمّه أمّ ولد يقال لها ماردة من مولّدات الكوفة. وقيل إنها تركيّة. بويع له يوم مات المأمون وكان بطرسوس ثم قدم إلى بغداد غرّة شهر رمضان سنة ثمان عشرة ومائتين. وكان ذلك بعهد من المأمون له. وشخص إلى سرّ من رأى سنة عشرين ومائتين واتخذها دارا.
تفسير الكلام كونه عرف ولقّب بالخليفة الثماني. وذلك أنّه الثامن لولد العبّاس. وثامن الخلفاء العبّاسيين. والثامن بولد الرشيد. ومولده سنة ثمان وسبعين في الثامن من الشهر الثامن (١٧٥) من السنة المذكورة. <ومات> وعمره ثمان وأربعون سنة. وملك ثماني سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام.
وفتوحه ثمان. وتوفّي لثمان بقين من شهر ربيع الأول. وخلّف ثمانية بنين وثماني بنات. وخلّف من العين ثمانية آلاف ألف دينار وثمان مائة ألف ألف درهم وثمانية آلاف غلام وثمانية عشر ألف دابّة وثمان مائة حظية. هذا ما ذكره أبو منصور الثعالبي وهو عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي النيسابوري