الذي قال في حقّه ابن بسّام صاحب كتاب الذخيرة: كان أبو منصور في وقته راعي تلعات العلم، وجامع أسباب النثر والنظم، رأس المؤلّفين في زمانه، والمصنّفين بحكم قرانه، وتواليفه أشهر مواضع وأبهر مطالع وأكثر راولها وجامع من أن يستوفى لها حدّ أو وصف أو يوفي حقوقها نظم أو رصف. فمن جملة نظمه ما كتب به إلى الأمير أبي الفضل الميكالي رحمه الله يقول (من الكامل):
لك في المفاخر معجزات جمّة ... أبدا لغيرك في الورى لم تجمع
بحران بحر في البلاغة شانه ... شعر الوليد وحسن لفظ الأصمعي
كالنور أو كالبدر أو كالسحر أو ... كالوشي في برد عليه موسّع
شكرا فكم من فقرة لك كالغنى ... وافى الكريم بعيد فقر مدقع
وإذا تفتّق نور شعرك ناضرا ... فالحسن بين مرصّع ومصرّع