وجبّ الكلب، وقلعة حلب، فأمّا جبّ الكلب فيقال: إنّه فى الروم وماؤه يبرى من الكلب، وأمّا نهر الذهب فيقال نهر بزاعة فإنّه يسقى البساتين والأراضى وما يفضل عنه يصير فى البريّة ملحا، قلت: الأولى بتسمية نهر الذهب على هذا الحكم نيل مصر فإنّه يسقى من الأراضى أضعاف ما يسقيه نهر بزاعة وماؤه يحمل ويباع بالذهب.
وكانت قلعة حلب تعدّ من العجائب حتى هدموها التتار لما نذكر.
ويقال أيضا مع حمّام طبريّة ومنارة إسكندريّة: وجامع بنى أميّة وإن كان عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنه ما ذكره فإنّه لم يدركه وسنذكره عند ما بناه الوليد بن عبد الملك فى تأريخه إن شاء الله تعالى.
(١٩١) ومنها بمصر بئر البلسم التى تسقى حشيشة البلسم لا توجد فى غير هذه البقعة ويستخرج من هذه الحشيشة دهن عجيب يدخل فى كثير من المنافع ويعمل منه النفط الذى لا يوجد له نظير، ومن خاصّيّة هذا الدهن أنّه يقيم المقعد ولا يكون إلاّ فى خزائن الملوك وله عدّة منافع عجيبة.
ومنها على ما قال ابن الجوزى الهرمين، قال: وسمك كلّ واحد منهما خمس مائة ذراع فى ارتفاع مثلها وكلّما ارتفع البناء دقّ علوّه حتى يصير أعلاه فى مقدار مفرش حصير، قال: وهما من المرمر وعليهما جميع الأقلام القديمة المعجمة من اليونانيّة والعبرانيّة والسريانيّة والمسندة والحميريّة وكذلك الروميّة والفارسيّة القديمان.
قلت: أمّا قوله إنّهما من المرمر فلا وليس فيهما شئ منه وإنّما هما حجرا أصمّ مانع ولا تعمل فيه المعاول إلاّ بالجهد، وقوله سائر الأقلام، وذكرهم، فليس كذلك أيضا فإنّ الأقلام الذى ذكرهم يوجد من يحلّهم وهذا القلم الذى منقوش