للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصحاب الخبيث إلى البصرة واستولوا عليها في خبر طويل؛ فعرف بعلوي البصرة. وقيل إنّ عدّة من قتله بالبصرة عشرون ألفا. وكان يقول لأصحابه: قد اجتهدت في الدعاء على أهل البصرة فخوطبت وقيل: إنما أهل البصرة خبزة لك تأكلها من حواشيها فإذا انكسر نصف الرغيف خربت البصرة! وقد أوّلت انكسار نصف الرغيف انكساف القمر المتوقّع في هذه الأيام! وكان الملعون قد علم ذلك من حساب النجوم فلمّا انكسف القمر زاد ضلال قومه، وألقوا أنفسهم على القتال حتّى نالوا ما قصده. ولم يزل أمر الملعون متزايدا في أحوال طويلة الشرح قد ذكرها جماعة المؤرخين في سائر تواريخهم فاختصرتها إلى سنة سبعين ومائتين. وكان الموفّق قد انتدب لقتاله، وجرت له معه عدّة وقعات في هذه المدّة والحرب بينهم سجال. فلمّا انتهى أجل الخبيث كان ذلك على يد لؤلؤ غلام ابن طولون؛ فسار إليه في زي حبشيّ بأمر الموفّق له في ذلك، وطلب الخبيث إلى أن ظفّره الله به وقتل وأخذ رأسه ونصب على عود وذلك يوم السبت لليلتين خلتا من صفر. وكان بدوّ خروجه لأربع بقين من رمضان سنة خمس وخمسين فكانت مدة أيامه أربع عشرة سنة وأربعة <أشهر وستة أيام. ولقّب الموفّق بالله لقتله صاحب الزنج الناصر لدين الله مضافا إلى الموفّق بالله. وعمل الشعراء في ذلك عدّة مدائح وتهاني للمعتمد والموفّق منهم البحتري ويحيى بن خالد بن مروان>.