سنة سبعين ومائتين. ودفن في مقبرة عتيقة بالقرافة. وقال القاضي ابن عبد الظاهر مما وجدته بخطّه يقول: أحمد بن طولون من أولاد الأتراك وأبوه طولون تركيّ>. <قال؛ ورأيت سيرة للإخشيد قديمة عليها خطّ الفرغانيّ يقول: أحمد بن التج. بعض آحاد الأتراك ربّاه طولون يتيما لأنه كان صديقا لأبيه المذكور ومن طبقته. ولمّا صار في سنّ الحداثة مشى مع الحشوية وأصحاب الحديث، وقرأ القرآن، وغزا، وتنقّلت به الأحوال إلى أن صار في الثقات فأنفذه بايكباك التركيّ خليفة له على مصر واستقرّ حاله بها. قلت: ولم أر أحدا من المؤرّخين ذكر ذلك عنه. والله أعلم>.
وولي بعده ولده أبو الجيش خمارويه. فأحضر أخاه العباس لمبايعته فأبى فدخل به منزل في الميدان فكانت وفاته-حسبما تقدّم في تاريخه. وعقد خمارويه لأبي عبد الله أحمد بن الواسطيّ على جيش الشام. ثم عقد لسعد الأعسر على المراكب وجعلها مقيمة بالشام. ونزل أحمد بن محمد فلسطين وهو خائف أن يوقع به أبو الجيش فكتب إليه الواسطيّ يصغّر له أمر خمارويه ويحرّضه على المسير، وضمّن ذلك (٢٣٥) أبياتا شعرية (من البسيط):
يا أيها الملك المرهوب جانبه ... شمّر ذيول السرى فالأمر قد قربا