كم ذا القعود ولم يقعد عدوّكم ... عن القتال لقد أصبحتم عجبا
ليس المريد لما أصبحت تطلبه ... إلاّ المشمّر عن ساق وإن لغبا
أصاب مروان في بيت أصاب به ... عين الصواب فما أخطا ولا كذبا
<إني أرى فتنا تغلي مراجلها ... والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا>
وفيها أقبل أبو العبّاس أحمد بن الموفّق من بغداد، وانضمّ إليه إسحاق بن كنداج وابن أبي الساج حتّى أتوا الرقّة فتسلّم قنّسرين والعواصم إلى شيزر فلقيه بها أصحاب خمارويه فقاتلوه قتالا شديدا فكسرهم أبو العبّاس ثم أتى حتى دخل دمشق في تاريخ ما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
وفيها توفي الداعي صاحب طبرستان يوم الإثنين لثلاث خلون من رجب فكانت مدة مملكته تسع عشرة سنة وثمانية أشهر واثني عشر يوما؛ أولها على أيام المستعين وآخرها على أيام المعتمد على الله. زاحمه فيها محمد بن طاهر مدّة وكذلك مفلح وكذاك يعقوب الصفّار. وكان أبو الغمر الطبري أهدى إلى الداعي سهمين في بعض الأعياد وعليهما مكتوب (من السريع):
أهديت إلى الداعي إلى الحقّ ... سهمي فتوح الغرب والشرق
زجّاهما النصر وريشاهما ... ريشا جناحي طائر السبق
أيّد هذا الفأل بالصدق ... هما بشيرا دعوة الحقّ
قال؛ فسرّه الفأل وأعطاه عشرة آلاف درهم. وسمع بجرجان لمّا دخلها