للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صياحا لديلمي من أصحابه في دور بعض أهلها فقال: {أَنّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا}.ولحمدان الطبري (٢٣٦) وقد تأذّى بديلم الجيش فقال (من المنسرح):

أنا إلى الله ما لقيت ... من حبّ قوم بهم شقيت

لا قلت في الأولين شرا ... ولا ترفّضت ما حييت

وكان كاتبه سعيد بن محمد الطبري. وقام بالأمر بعده محمد بن زيد الداعي الثاني من العلويين.

لمّا مات الحسن كان أخوه محمد بجرجان فرسم لصهره محمد بن إبراهيم العلوي أن يكتب إليه ليسارع بالمجيء فينتصب بالمملكة فتباطأ. فلمّا توفّي الحسن انتصب محمد بن إبراهيم مكانه وتلقّب القائم بالحق. فبلغ الخبر محمد بن زيد فسار من جرجان فلمّا قرب هرب محمد بن إبراهيم إلى جالوس فأنفذ خلفه سرية فأدرك وقتل. ولبس محمد بن زيد القلنسوة وتلقّب الداعي، واستقامت له طبرستان. وغلبه عمرو بن الليث الصفّار على جرجان ثم أخرجه عن طبرستان على يد أخيه رافع بن الليث. وأقام رافع بها ثلاث سنين ثم عاد الداعي فهزمه عن طبرستان دون جرجان. واستقرّ الحال حتّى غلب على الأمر إسماعيل بن أحمد الساماني حسبما يأتي من ذكره في تاريخه إن شاء الله.

<فيها قتل صاحب الزنج على يد الموفّق لمّا ندب لحربه لؤلؤ غلام ابن طولون حسبما ذكرناه فيما نقل من خبره ملخّصا دون إطناب. وذلك أنّ تواريخ جميع من عني بجمع أخبار الناس وقد ذكروه مفصّلا. وتاريخنا هذا من شرطه الاختصار ومخض الزبد والاستقصار على النبذ من فن غريب، وحديث عجيب>.