بالبتّاني أحد المهرة برصد الكواكب، والمتقدمين في علم الهندسة وهيئة الأفلاك وحساب النجوم وصناعة (٢٤٢) الأحكام. وله زيج جليل ضمنه أرصاد النيّرين وإصلاحه لحركاته المبيّنة في كتاب بطليموس المعروف بكتاب المجسطي، وذكر فيه حركات الخمسة المتحيّرة على حساب ما أمكنه من إصلاحها، وسائر ما يحتاج إليه من حساب الفلك. وكان بعض أرصاده في زمن الخليفة المعتضد بالله. قال القاضي صاعد في كتابه المعروف بطبقات الأمم:
لا أعلم أحدا في الإسلام بلغ في تصحيح أرصاد الكواكب وامتحان حركاتها ما بلغ هذا الفاضل. وله من تواليفه كتاب في شرح المقالات الأربع لبطلميوس.
وكان في أيامه محمد بن إسماعيل التنوخي المنجّم الذي دخل الهند وصدر عنها بغرائب علم النجوم منها حركة الإقبال والإدبار.
وكان في أيامه الفاضل الكبير والسيد النبيل أبو معشر جعفر بن محمد بن عمر البلخي عالم أهل الإسلام بأحكام النجوم. وهو صاحب التواليف الشريفة والمصنّفات المفيدة في صناعة الأحكام وعلم التعديل. وكان مع ذلك أعلم الناس بسير الفرس وأخبار ملوك العجم. فمن كتبه في صناعة الأحكام كتاب الطبائع، وكتاب الألوف، وكتاب المدخل الكبير، وكتاب القرانات، وكتاب الدول والملل، وكتاب الملاحم، وكتاب الأقاليم، وكتاب الهيلاج والكدخداه، وكتاب المقالات في المواليد، وكتاب النكت، وكتاب تحاويل سنيّ المواليد- وغير ذلك من كتبه في حركات النجوم وزيجه الكبير. قال القاضي صاعد: