تسعة أذرع وطوله فى الهواء مائة وثمانون صفّا من الحجارة كلّ حجر عرضه ثلاثة أذرع، قال: وعرض الهرم الغربى أربعمائة وستّون ذراعا وطوله كذلك.
وبالقرب منها صخرة عظيمة قد صوّروا منها رأس شخص صفة صنم يسمّونه أبو الهول.
قلت: ومن غريب ما حكى لى رجل شيخ من أهل الفيّوم عدل رافقنى فى وقت فى سفر فى مركب إلى نحو صعيد مصر قال: كان لى ابن أخت بمدينة الفيّوم وكان صعلوك يكرى على جمل له من الفيّوم إلى مصر ومن مصر إلى الفيّوم، قال: فهو ذات ليلة نائم بمدينة الفيّوم إذا أتاه آت وقال له: قم خذ رزقك من أذن أبو الهول! قال: فانتبه وتعوّذ ونام، فأتاه الآت يقول له كذلك ثلاث مرار، قال: فنهض ولم يذكر لزوجته (١٩٤) وأوصاها على الجمل وقال: لى أجرة عند فلان بالبلد الفلانيّة فإنّى أغيب اليوم والغد، قال: وخرج فلم يزل إلى أن وصل إلى الأهرام من طريق يعرف بطريق العبيد الآتى ذكرها، قال: ثم وصل إلى تحت أبى الهول وعاد يدور حوله ويقف وينظر إليه ولا يدرى ما يصنع وحار فى أمره، فبينا هو كذلك إذ وقف عليه جندىّ راكب فرس بعدّة حسنة، فقال له: أيش أنت؟ فقال: يا خوند عابر سبيل، فقال: أتالى زمان أنظر إليك وأنت دائر حول هذا الصنم وتنظر إليه فقل لى أيش أنت وإلاّ قتلتك، فإمّا تكون قاطع طريق أو مطالبى! ثم هوّل عليه بالدبّوس، فلم يقدر على الخلاص منه فقال له: والله يا خوند قصّتى كيت وكيت، قال: فترجّل الجندىّ وقال له:
امسك فرسى أنا أطلع آخذ ما فى أذنه وأعطيك منه شئ! قال: فما هو إلاّ أن تسلّق ومدّ يده إلى أذن الشخص فضربته منه حيّة رمليّة جعلت ذلك الأذن وكرها، قال: فسقط ميّتا وقد صار كالفحمة السوداء، قال: فلمّا عرفه قد فرط فيه دوره