للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها قتل أبو سعيد القرمطي المعروف بالجنابي الآتي ذكره أيضا في ذلك الجزء إن شاء الله تعالى وأوصى لولده سعيد.

وفيها قام بأمر دولة الصفّاريّة الليث بن علي بن الليث ابن أخي عمرو الرابع من الصفارية. وذلك أنه لمّا اشتغل طاهر بن محمد بن عمرو باللهو والصيد خرج عليه الليث (٢٧٣) بن علي بن الليث ابن عم أبيه في هذه السنة فأخرجه من سجستان فسار إلى بلاد فارس هو وأخوه يعقوب بن محمد فثقل على سبكري مقامهما فحدّث نفسه بالقبض عليهما، وبتقلّد أعمال فارس من قبل الخلافة فكاتب الوزير أبا الحسن علي بن الفرات فقلّده ونقل إليه الكتاب فقرأه عليهما فاستكبرا ذلك واستمالا جماعة من القوّاد وخرجا عن البلد وخرج سبكري إليهما فهزماه ومرّ إلى داره، وتشاغل أصحابهما بالنهب فكرّ عليهما سبكري فقبض عليهما وبعث بهما إلى بغداد وسأل أن لا يشهرا فأدخلا في عمارية مكشوفة مقيّدين وعليهما ثياب بياض. وأعظم الناس ما فعله سبكري ولعنوه. وكانت مدّة ولاية طاهر بن محمد نحو من عشر سنين. وكان قد غلب الليث بن علي على سجستان حسبما ذكرناه فاستخلف عليها أخاه المعذّل بن الليث، وسار إلى بلاد فارس فهرب السبكري بين يديه إلى رامهرمز وأرّجان وطلب النجدة من السلطان فجرّدت الجيوش من بغداد في شهر رمضان من هذه السنة، وقدّم مؤنس المظفّر عليها، وانضمّ إليه بدر الكبير والحسين بن حمدان، واجتمعوا بالسبكري، والتقوا مع الليث بن علي بن الليث فكسروه وانهزم جيشه وأسروه وأخوه محمد وابنه إسماعيل بن الليث وابن عمّه الفضل. واستقرّ مؤنس ببلاد فارس وولاّها السبكري بعد أن أمره الخليفة بذلك. وقيل إنه لم يولّ