ثمان وتسع واثنتان وأربع ... وسبعون من بعد المبين تسلّم
ومن بعد هذا آخر تسعين برهة ... وتلقى البرابى تسحر وتهدم
تدبّر فعالى فى صخور قطعتها ... ستبقى وأفنى قبلها ثم تعدم
قال: فجمع ابن طولون الحكماء والحسّاب وفضلاء الناس وأمرهم بحساب هذه المدّة فلم يقدروا على تحقيق ذلك فيئس وزال الطمع.
ومن عجائب مصر المطالب، قال ابن الجوزى رحمه الله:(١) والمطالب بمصر كثيرة إلاّ أنّ الغالب عليها لها طلسمات تمنع من الوصول إليها، قال: وحكى الهيثم بن عدى وغيره أنّ رجلا جاء إلى عبد العزيز بن مروان وهو يومئذ أمير مصر من قبل أبيه مروان بن الحكم، فقال له: أيّها الأمير! إنّى قد وجدت كتابا قديما يشير إلى بعض الأماكن أنّ فيه كنزا به أموال جمة، (١٩٨) فخرج معه إلى ظاهر مصر على أميال وجاء به إلى تلّ عظيم فقال: تحت هذا! فقال:
فمن أين لك؟ فقال: علامة ذلك إذا كشفنا هذا التلّ ظهر لنا بلاط مختلف الألوان ثمّ نحفر فيظهر لنا باب من صفر ففيه المطلب، قال: فأمر بحفر ذلك التلّ فأزالوا بعض التلّ فظهر البلاط ثم ظهر الباب وإذا عليه أقفال عجيبة فعالجوها حتى فتحوها، وإذا بدرج إلى بهوّ عظيم فيه قناطر ومجالس عليها أبواب الذهب المرصّعة بالجواهر التى تشعل كالسرج، وذلك الدرج من نحاس مسبّك، وفى أوّل درجة عمود من ذهب فى أعلاه ديك عيناه ياقوتتان تساويان خراج الدنيا وجناحاه من زمرّد أخضر، فضرب ذلك الرجل رأس الديك فلمع شئ منه كالبرق الخاطف وذلك بما فى عينى الديك من الياقوتتان فظهرت الدرج بأسرها والبهوّ فبادر واحد من الرجال فوضع قدمه على أوّل درجة فلمّا استقرّت قدماه عليها