للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأجابه إلى ذلك الغلمان بعد أن وعدهم وحلف لهم (٢٨٢) أنّه يبايع لإسحاق بن أحمد عمّ أحمد بن إسماعيل ويزيدهم في أرزاقهم، ويجعل كلّ واحد من قوّادهم أميرا على بلد، وأمر الخازن وصاحب الكسوة بقتله وضمن لهما مالا جزيلا. فدخلا عليه في قبته وذبحاه فيها. ذكر الوزير أبو القاسم المغربي في أخبار خراسان أنه كان لأحمد بن إسماعيل أسدان داجنان يربضان على باب البيت الذي فيه مبيته كلّ ليلة فلا يتمكّن أحد أن يلمّ به، وأنّه تغافل تلك الليلة فلم يربضهما على باب القبّة فقتل. وكان قتله في سنة إحدى وثلاثمائة. فكانت مدّة ملكه سبع سنين وأشهرا. وكان من أجمل الناس صورة، وأحسنهم سيرة. ولمّا قتل لقّب بالشهيد.

أولاده: الأكبر أبو العباس الفضل، ويليه أبو الحسن نصر، وأبو زكريا يحيى، وأبو إسحاق إبراهيم، وأبو صالح منصور.

قام بالأمر بعده من ولده أبو الحسن نصر بن أحمد بن إسماعيل. لقّبه أصحابه في حياته بالمؤيّد، وبعد مماته بالسعيد. ذكر ذلك غرس النعمة في تاريخه. وجرى بعد قتلة أحمد بن إسماعيل أمور وحروب وأحوال يطول شرحها بين أبي الحسن وبين عمّ أبيه إسحاق بن أحمد. وآخر الأمر استقرّ الحال على استمرار أبي الحسن نصر بن أحمد بن إسماعيل في الملك إلى حين وفاته في تاريخ ما يأتي ذكره إن شاء الله تعالى.

<في هذه السنة ولد سيف الدولة ابن حمدان>.