متنكّرا يريد بلاد الجيل واخترق بلاد الديلم فأسره بعضهم ثم منّ عليه وأطلقه فتمّ إلى بلاد الجيل فأقام عندهم. واتفق وفاة أبي الحسين وتلاه أخوه أبو القاسم بعده فبقي أمر الديلم بطبرستان بغير مدبّر فعقدوا عليهم لليلى بن النعمان فقام بأمرهم وهو يدعو للداعي إلى أن قتل بنيسابور قتله حمّويه بن عليّ صاحب جيش نصر بن أحمد السامانيّ؛ فعقدوا بعده لعليّ بن خرشيد فعاجلته المنية فعزموا على بلحسين (٢٨٧) بن كاكي فأشار عليهم بأخيه ماكان بن كاكي-وهو أشجع الديلم بالاتّفاق-فلمّا ولي عليهم اجتمع هو وأخوه على نصب أبي علي محمد بن أبي الحسين أحمد ابن الناصر فنصبوه فجرى على يديه قتل بلحسين بن كاكي بسارية؛ وكان أخوه ماكان بمدينة آمل. ثم سقط أبو علي المنتصب للأمر في الميدان فهلك. ولمّا اتّصل بما كان ما جرى على أخيه كاتب الداعي يستدعيه فوافى في عسكر كثيف واجتمع معه ماكان وملك البلد- أعني طبرستان-ثم سار إلى الريّ فملكها. وأقام الداعي بجرجان. وكانت في نفسه حفائظ على الديلم لنصرتهم عليه أولاد الناصر فعمل دعوة لهم وجعل يستدعي واحدا واحدا ويقتله إلى أن فطنوا لذلك فانهزموا إلى خراسان ودخلوا في طاعة نصر بن أحمد السامانيّ، وسوّدوا أعلامهم، وقدّموا على أنفسهم أسفار بن شيرويه الجيلي. وبعث معهم ابن أحمد جيشا كثيفا. وساروا فدخلوا جرجان، وسار الداعي منها إلى طبرستان ثم إلى الريّ، واجتمع بما كان وأمره أن يمضي إلى طبرستان لدفع أسفار عنها فعلم أنه لا طاقة له بذلك فقال له:
الرأي أن تمضي أنت فإنك الإمام! فاضطرّ الداعي إلى ذلك، ووقعت الحرب بينه وبين الخراسانية فانهزم جيشه وجرح ودخل آمل واستتر بها فتبعوا الديلم أثر دمه وأظهروه في الدار فوجدوه يصلّي فأجهزوا عليه. قتل يوم الثلاثاء لست بقين من شهر رمضان سنة عشرة وثلاثمائة.
ولمّا قتل الداعي ملك أسفار جرجان، وأبو موسى هارون بن بهرام