الذي انتهى «كتاب الأغاني» الكبير الذي ألّفه أبو الفرج الإصفهاني في أيّامه وقدّمه إليه فأعطاه ألف دينار؛ واتّفق الناس أنه لم ينصفه فيه. وقيل إنه لما وقف على هذا الكتاب الوزير الفاضل والملك العادل ابن عبّاد، ورأى جميع ما فيه من محاسن الآداب الصحيحة والنوادر العجيبة المليحة قال: والله إنّ سيف الدولة يوصف بسماحة وليس هو كما يقال عنه كونه لم يجز مؤلّف هذا الكتاب إلاّ بألف دينار! وكان يحقّ له أن يجيزه عن كلّ جزء ألف دينار! وكان قد وصل إليه في خمسين جزءا!؛وإنّ خزانة كتبي تشتمل على مائة ألف وسبعة عشر ألف سفر! منذ وقع لي هذا الكتاب أغناني عن جميعهم!.وكان سيف الدولة شاعرا بليغا فمن محاسن شعره في وصف قوس قزح قال فأبدع (٣١٤)(من الطويل):
وساق صبيح للصبوح دعوته ... فقام وفي أجفانه سنة الغمض
يطوف بكاسات العقار كأنجم ... فمن بين منفضّ علينا ومنقضّ
وقد نشرت أيدي الجنوب مطارفا ... على الجوّد كناء الحواشي على الأرض
يطرّزها قوس السحاب بأصفر ... على أحمر في أخضر تحت مبيضّ
كأذيال خود أقبلت في غلائل ... مصبّغة والبعض أقصر من بعض
وهذا من التشبيهات الملوكيّة التي لا تكاد تحضر مثلها السوقة. والبيت الأخير أخذ معناه أبو علي بن محمد المعروف بابن الإخوة المؤدّب البغدادي