فقال في فرس أدهم محجّل (من الخفيف):
لبس الصبح والدجنّة بردي ... ن فأرخى بردا وقلّص بردا
وروي أنه كانت له جارية من بنات ملوك الروم بديعة الجمال في نهاية الحسن فحسدها بقيّة الحظايا لقربها منه! وتبيّن له أنهن يقصدن قتلها بسمّ أو ما أشبه ذلك فخاف عليها ونقلها إلى بعض الحصون وقال (من الخفيف):
راقبتني العيون فيك فأشفق ... ت ولم أخل قطّ من إشفاق
ورأيت العدوّ يحسدني في ... ك مجدّا يأ أنفس الأعلاق
فتمنّيت أن تكوني بعيدا ... والذي بيننا من الودّ باقي
ربّ هجر يكون من خوف هجر ... وفراق يكون خوف فراق
وهذه الأبيات رأيتها في ديوان عبد المحسن الصوري، والله أعلم لمن هي!
ومن شعر سيف الدولة (من الهزج):
أقبّله على جزع ... كشرب الطائر الفزع
رأى ماء فأطمعه ... وخاف عواقب الطمع
وصادف خلسة فدنا ... ولم يلتذّ بالجرع
(٣١٥) ويحكى أنّ ابن عمّه أبا فراس كان يوما بين يديه في نفر من ندمائه فقال لهم سيف الدولة: أيّكم يجيز قولي وليس لها إلاّ سيّدي؟! يعني أبا فراس (من مجزوء الرمل):
لك جسمي تعلّه ... فدمي لم تحلّه؟ ١
فارتجل أبو فراس وقال (من مجزوء الخفيف):
قال إن كنت مالكا ... فلي الأمر كلّه
فاستحسنه وأعطاه ضيعة بأعمال منبج تغلّ ألفي دينار في كلّ سنة.