وخمسين ولم يعقب وأتاه في مرضه أخوه ركن الدولة واتّفقا على تسليم البلاد- وهي بلاد فارس-إلى عضد الدولة ابن ركن الدولة فتسلّمها وكان من أمره ما كان.
خلع المستكفي بالله في شهر جمادى الآخرة من هذه السنة. وسبب ذلك أنّ أبا جعفر بن شيرزاد قوّى عزم معزّ الدولة على خلعه فإنه كان قد استكتبه ثم إنّ قهرمانة المستكفي تعرف بعلم صنعت دعوة وأحضرت <جماعة> من الديلم فاتّهمها معزّ الدولة أنها أرادت تعقد على الديلم بيعة في نقض رئاسته فركب إلى دار السلطان لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين-وهي هذه السنة (٣٢٠) ووقف بين يدي المستكفي بالله على رسمه وعادته، وتقدّم إلى المستكفي رجلان من الديلم فمدّا إليه أيديهما وصاحا صياحا عظيما بالفارسيّة فقدّر المستكفي أنّهما يريدان تقبيل يده فمدّها إليهما فجذباه بها وسحباه بعمامته في عنقه إلى مقام معزّ الدولة. ثم قبضوا على علم القهرمانة وابنيها. وسيق المستكفي إلى دار معزّ الدولة ماشيا، ونهبت دار السلطان. ثم أحضر المطيع وأقيم المستكفي بين يديه وسلّم عليه بالخلافة وأشهد على نفسه بالخلع، ثم سمل. ولم يزل في دار السلطان إلى أن توفي في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة؛ وله ست وأربعون سنة وأشهر. والله أعلم.
صفته: أبيض، حسن الوجه قد وخّطه الشيب، خفيف العارضين، أسود الشعر سبطه. مولده شهر صفر سنة اثنتين وتسعين ومائتين. وكان جهوريّ الصوت.