للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ميلهما إليها: لو علّمتمانى الأسماء حتى كنت أصعد معكما ولا أفارقكما، قال:

فإنّى قد علمت مراد كما، قال: فعلّماها الأسماء، وكان إبليس قائما معها فاسترق الأسماء وسبقها صعودا ثم تبعته، فمسخت كوكبا فى السماء الثالثة وذلك كان مكان محلّ عبادة هاروت، وصعد إبليس إلى محلّ عبادة ماروت فى السماء الدنيا وتقرّب بالعبادة والتسبيح والتقديس حتى تعجّبت منه ملائكة (٢١٣) السماء الدنيا فاشتاق إليه أهل السماء الثانية فطلع وصعد إليهم وفعل من الاجتهاد فى العبادة فوق ما فعله فى السماء الدنيا، فاشتاق إليه أهل السماء الثالثة فصعد إليهم وفعل كذلك، ولم يزل يتقرّب بالعبادة وكثرة التسبيح والتقديس حتى سمّى طاؤوس الملائكة وعاد قريب القدرة ونديم الحضرة وعلم بإرادة الله عزّ وجلّ وبما سبق له فى غامض علمه الذى لا يعلمه سواه جميع المخلوقات فى السموات السبع والأرضين السبع.

قال جدع بن سنان: (١) فلمّا كثر فساد الجنّ فى الأرض لما تقدّم فى ذلك من القول وقد ذكرت الهند والفرس واليونان فى كتبهم-من رواية المسعودى رحمه الله-قال: إنّ الجنّ كانوا أحد وعشرين قبيلة وإنّ بعد خمسة آلاف سنة من خلقهم ملكوا عليهم سبعة ملوك وجعلوا لكلّ يوم وليلة من أيّام الجمعة لملك من السبعة يحكم فيه عليهم بما شاء كحكم الملوك.

قال الإمام فخر الدين الرازى المعروف بابن خطيب الرىّ رحمه الله: هؤلاء الملوك السبعة حكّام الأيّام السبعة خدّام الكواكب السبعة وهم من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، فيوم الأحد الحاكم فيه شمهورش، ويوم الاثنين الحاكم فيه برقان الأعظم، ويوم الثلاثاء الحاكم فيه زوبعة، ويوم الأربعاء الحاكم فيه ميمون


(١) أخبار الزمان ١٢