لتبقى العالم كالبهائم، فيتمكّن من إفساد عقولهم واعتقاداتهم ({وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ}).
ونشأت ذريّته بأجمعها على ذلك مبطنون به، ويجهرون به إذا أمكنهم.
ولم تزل الدعاة لهم منبّثون فى الأرض والبلاد، يضلّون من أمكنهم إضلالة.
ومن دعاتهم الذين يعرفون بالقرامطة الخارجين عن دين الإسلام، المارقين من الإيمان، وسيأتى ذكر هم بعد ذلك. ومن دعاتهم من أضلّ عدّة طوائف فى سائر الأرض شرقا وغربا ومنهم الدرزيّة والحشيشيّة وغيرهم.
قلت: وقد وضع فى ذكر هؤلاء القوم كتابا صنّفه الشريف العابد أبو الحسين محمد بن على بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل ابن جعفر بن محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب عليه السّلام المعروف بأخى محسن، رضى الله عنه. وكان سيّدا فاضلا عالما محقّقا لأنساب أهل بيته، رضوان الله عليهم، وذكر فيه ما العبد ذاكره فى هذا الجزء بحكم التلخيص منه.
ثم تتلو بعد ذلك سياقة التاريخ من أول سنة تسع وخمسين وثلاث مئة، كون أن الجزء الرابع منه انتهى آخره فى سنة ثمان وخمسين وثلاث مئة، عند خروج مصر عن مملكة العباسيّين. وبالله التوفيق.