قال السيّد الشريف المشار إليه رضى الله عنه: هذا كتاب وضعناه نبيّن فيه أمر إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علىّ بن الحسين بن على بن أبى طالب صلوات الله عليهم وأولاده، لما كثر القول فى ابنه محمد، ونسب إليه من ليس من أهله، وجعلوه بابا للخديعة والمكر، ليتمكّنوا به من المخدوعين وليس هو كذلك. فلما نظرنا فى هذا الأمر رأينا أن نضع كتابا نبيّن فيه أمر إسماعيل ابن جعفر وابنه محمد الّذى (ص ٦) إليه الدعوة دون أخيه علىّ بن إسماعيل، ونذكر جميع أولادهم فى سائر الأقطار، ونذكر كلّ رجل منهم باسمه ونسبه مفردا، كى يتأمّل هذا الأمر من أراد معرفة ذلك. فإذا فعلنا ذلك وبيّناه أخرجنا من ولد إسماعيل بن جعفر من انتمى إليه وليس من ولده، بالبرهان الذى يعرفه من نظر فى كتب الأنساب.
ونبدأ بذكر الأصول منهم ثم الفروع. والعالم بالأنساب يعلم أنّ الفروع ترجع إلى الأصول. والبيوت من ولد علىّ بن أبى طالب عليه السّلام معدودة وكذا أنسابهم معدودة لا يخفى الأوّل منها على الآخر.
وقد وجدنا هؤلاء الذين تغلّبوا على المغرب ثم على مصر، أعنى سعيد بن الحسين وأولاده، وهو الذى تسمّى بالمغرب عبيد الله وتلقّب بالمهدىّ، لا يعرف لهم ذكرا لا فى الأصول ولا فى الفروع، غير ما يوهمون به العامة والرّعاع من الناس أنهم من ولد على بن أبى طالب عليه السّلام. ولا يذكرون لهم نسبا إليه.