من التعطيل والإباحة والمكر والخديعة، ثار الناس عليه. فأوّل من ثار عليه الشيعة ثم المعتزلة وسائر الناس، وكبسوا ذاره، فهرب إلى البصرة، ومعه رجل من أصحابه يعرف بالحسين الأهوازى. فلما لم يجدوه هدموا دارين له بعسكر مكرم، فاتخذوا أحدهما مسجدا، والأخرى مهدومة إلى الآن.
فلما وصل عبد الله بن ميمون إلى البصرة نزل ببنى باهلة على موال لآل العقيل بن أبى طالب وقال لهم: أنا من ولد عقيل، وداع إلى محمد بن إسماعيل ابن جعفر، ولم يمكنه يقول ذلك بفارس لشهرته فى الناس ومعرفتهم به. وإنما كانت دعواه إلى عقيل بن أبى طالب سرّا عند من يخدعه. فلما قام انتشر خبره، فطلبه العسكريّون فهرب. فأخذ طريق الشام ومعه حسين الأهوازى.
فلما توسّطا (ص ١٤) الشام عدلا إلى سلمية ليخفى أمرهما. فأقام بها عبد الله وخفى أمره، حتى ولد له ابن فسمّاه أحمد مكرا منه، ليخفى ما هو عليه من فساد عقيدته.
فلما هلك عبد الله قام بأمر الدعوة الخبيئة ابنه أحمد. فبعث أحمد بالحسين الأهوازى داعية إلى العراق، فلقى حمدان بن الأشعث قرمطا بسواد الكوفة.
وسيأتى خبره بعد ذكر بنى عبد الله.
ثم ولد لأحمد بن عبد الله الحسين ومحمد المعروف بأبى الشلعلع.