ثم ولد لحسين ولدا فسمّاه سعيدا. فاستقرّت الدعوة الخبيثة فيه. وكان أحمد فى حال حياته بعث داعيين إلى المغرب أخوين: أحدهما أبو عبد الله الشيعى، والآخر أبو العباس، فنزلا فى قبيلتين من قبائل البربر فأخذا على أهلها.
وكان قد اشتهر أمرهم بسلمية جدا وأيسروا، وصارت لهم أملاك كثيرة وأموال جمّة. وبلغ السلطان أمرهم، فبعث يحثّ فى طلبهم، لما يفعلونه من المكر والحيلة وبثّ الدّعاة وفساد الدين الإسلامى. فلما وقع الطلب على سعيد هذا بسلمية هرب إلى مصر يريد المغرب. وكان على مصر يومئذ عيسى النوشرى. وكان سعيدا هذا خدّاعا، فدخل إليه ونادمه.
فبلغ خبره الخليفة فبعث إلى عيسى بأن يستقصى عليه ويطلبه حيث كان.
فقرئ كتاب السلطان فى مجلس عيسى وفيه ابن المدبّر، وكان مؤاخيا لسعيد ويريد أن يدخل فى دعوته. فعرف سعيد بالخبر فى وقته، فهرب.
وأمر عيسى بالقبض على سعيد فلم يوجد، وهرب إلى الإسكندرية. فبعث عيسى إلى والى الإسكندرية بأن يقبض على سعيد. وكان واليها يومئذ رجلا ديلميّا يقال له علىّ بن وهسودان (ص ١٥) وكان سعيد كما ذكرنا خدّاعا. فلما قبض عليه تقرب إليه أنه من آل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فرقّ له وأخذ منه بعض ما كان معه وأطلقه.