وخزائنه، وأخذ من حرمه الخواصّ منهم، وكذلك غلمانه، وخرج ليلا من رقّادة هادبا.
ويحكى أنه ترك بعض حظاياه وعزم على أن لا يستصحبها معه. فلمّا خرج راكبا وأمواله بين يديه وحظاياه وغلمانه غنّت تلك الجارية:
لم أنس يوم الرحيل موقفها ... وجفنها فى دموعها غرق
وقولها والركاب سائرة ... تتركنى سيدى وتنطلق
قال: فرقّ لها وبكى وانتجب، وقطع أحمال بغل وأركبها واستصحبها.
وروى أنّه استصحب مما اختاره من خدمه الصقالبة لسفره ألف صقلبىّ، تحت كلّ واحد فرس، فى وسط كلّ واحد منهم منطقة ذهب خارجا عن ألف بغل من الأموال والأمتعة الفاخرة. وسار بما معه، وأسلم بلاده إلى أن قرب من الإسكندرية، ووالى مصر يومئذ عيسى النوشرى من قبل الإمام المكتفى بالله.
وقد كان زيادة الله قد مال عن إبراهيم بن أبى الأغلب ومال عن أبى الصعب بن زرارة، وعزم على قتلهما. فهربا إلى النوشرى والى مصر وأخبراه أنّ زيادة الله عازم على أن يدخل مصر مستأمنا، ثم يتغلّب عليها.
فتخوّف النوشرىّ ذلك. وكوتب زيادة الله بأن لا يدخل مصر إلاّ بإذن