الخليفة. فبعث صاحبه المعروف بابن القديم إلى النوشرى: إنّما أنا عابر سبيل قاصدا لباب الخليفة. وسار فى إثره. فبينا ابن القديم عنده إذ وافى الخبر أنّ زيادة الله قطع الجسر آخر الليل. وكان قد قام فى وجهه الحرس (ص ٢٩). فحمل عليهم فكشفهم عن الجسر ودخل الجيزة بجميع عسكره، ثم أتى الفسطاط، وأنزل فى دار ابن الجصّاص. وكوتب الإمام المكتفى بالله فى أمره. وأطلق له النوشرىّ المصير إلى الحضرة. فسار بعد إقامة ثمانية أيام. فتخلّف عنه عامة من كان معه. فلما وصل إلى الرّملة كوتب النوشرىّ فى إلحاقهم به. فلحقوه ووصل إلى الرقّة. ولم يؤذن له فى دخول بغداد.
وورد الأمر من الإمام المكتفى بالله بأن يرجع إلى مصر ليلحق به الأجناد المندوبون للمسير معه عونة لاستنقاذ بلاده من الشيعىّ. فاعتلّ بالرقّة علّة كانت سبب منيّته. فنقل فى تابوت إلى البيت المقدّس فدفن هناك.
فكانت مدة مملكته إلى أن خرج من القيروان خمس سنين وتسعة أشهر وخمسة عشر يوما.
وكان إبراهيم بن أبى الأغلب لما انهزم من الشيعىّ بالأربس قد وصل إلى رقّادة، فوجد زيادة الله قد خرج منها. فعزم على المقام بها. وجمع آل الأغلب وبايعهم لنفسه، وندب الناس إلى بيعته. فثارت عليه الناس وقالوا له: أنت لم تقو بهذا الرجل وبيوت الأموال وراءك والجيوش تمدّك، تريد تقاويه بنا