للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فجعلهما دعاته بجبيلا وما والاها فى العرب خاصة إلى حدود واسط. فمال إليه هذان البطنان ودخلا فى دعوته. فلم يكد يتخلّف عن ذلك رفاعىّ ولا ضبعى، ولم يبق فى البطون المتّصلة بالكوفة بطن إلاّ دخل فى الدعوة منه ناس كثير.

وكذلك من بنى عايش وذهل وغيره وبنى عنز وبنى تيم الله وبنى ثعل وغيرهم، وكانوا أكثر من فى سواد الكوفة وما يقاربهم، وفيهم نفر من بنى شيبان.

وقوى قرمط واشتد طمعه، فشرع فى أخذ أموالهم. فابتدأ ففرض عليهم وامتحنهم أنّ على كلّ إنسان منهم درهم. وسمى ذلك الفطرة، من كل رأس من الرجال والنساء والصبيان. فسارعوا إلى ذلك. فتركهم مدّة ثم فرض عليهم الهجرة، وهى على كلّ رأس أدرك الجنب دينار، وتلا قوله تعالى:

({خُذْ مِنْ أَمْاالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}).

وقال: هذا تأويل هذا. فدفعوا إليه ذلك (ص ٣٤) وسارعوا إليه، وتعاونوا عليه، فمن كان فقيرا أسعفوه. فتركهم مديدة ثم فرض عليهم البلغة وهى سبعة دنانير. وزعم أن ذلك هو البرهان الذى أراد بقوله عزّ وجلّ ({قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ}).