للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وزعم أن ذلك بلاغ من يريد الإيمان والدخول فى السابقين السابقين ({أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ}).

ثم إنه صنع طعاما حلوا لذيذا وجعله على قدر البنادق، يطعم كلّ من أدّى إليه سبعة دنانير منها واحدة، وزعم أنّه طعام أهل الجنة ينزل إلى الإمام.

واتخذ ذلك وإنه ينفذ إلى الداعى منها مئة بلغة، ويطالبه بسبع مئة دينار، لكلّ واحدة منها سبعة دنانير. وقد كان عمل مثل هذا الطعام المبندق بدمشق فى أيام ابن الأشعث الداعى، وأكله كثير من المتصلة.

قال أبو عبد الله بن إسماعيل القادسىّ: إنه أكله فكان أطيب طعام يعرف، وأنّه لا يعرف مما كان يتّخذ. وكان أبو عبد الله هذا من أهل القادسية يخبر أمورهم وما هم عليه.

فلما توطأ له الأمر الذى قدمه جميعه فرض عليهم أخماس جميع ما يملكون وما يتكسّبون، وتلا عليهم قوله تعالى: ({وَاِعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ}) الآية. فبادروا فقوّموا جميع ما يملكونه وأدّوا ذلك إليه.

فكانت المرأة تخرج خمس ما تغزله، والرجل يخرج خمس ما يكسبه.

فلما تمّ له ذلك واستقرّ فرض عليهم الألفة. وهو أن يجمعوا أموالهم فى موضع واحد وأن يكونوا فيه أسوة واحدة لا يفضل أحد منهم صاحبه وأخاه فى