وذكر عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه عن ابن مسعود أنّ الشيطان إذا طاف بأهل مجلس ذكر ليفتنهم فلم يقدر على التفرقة بينهم فأغرى بين أهل المجلس الآخر فاقتتلوا فقام أهل الذكر على التفرقة بينهم فحجزوا بينهم حتى تفرّقوا.
وذكر عبد الله أيضا عن قتادة، قال: لإبليس شيطانا يقال له قبقب يحمّه أربعين سنة فإذا دخل الغلام فى هذا الطريق قال له: دونك وإيّاه فإنّما أحممتك لمثل هذا أجلب عليه وأفتنه.
وقد ورد فى الشيطان حديث أنّه جاء إلى النبىّ صلى الله عليه وسلم، قال ابن الجوزى:
حدثنا جدّى حدّثنا محمّد بن عبد الملك بن جيرون بإسناده إلى عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: كنّا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رجل أقبح الناس وجها وثيابا وأنتنهم ريحا حافيا يتخطّى رقاب الناس فجلس بين يدى النبىّ صلى الله عليه وسلم فقال: من خلقك؟ قال: الله، قال: فمن خلق السماء والأرض؟ قال: الله، قال: فمن خلق الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا إبليس جاء ليشكّككم فى دينكم! قال ابن الجوزى: قال جدّى: هذا حديث لا أصل له وعبد الله بن دينار ضعيف تهم فى الأحاديث، وهذا إنّما هو حديث أبى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنّ الشيطان يأتى أحدكم فيقول: من خلق كذا من خلق كذا من خلق الله، وتمّ الحديث، وقد خلّطه ابن المدائنى، وحديث أبى هريرة صحيح، ولمسلم عن جابر عن النبىّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: إذا أذّن المؤذّن هرب الشيطان حتى يكون بالروحاء من المدينة ثلاثون ميلا.