للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صور شتّى فقال له: أحبّ أن تأتينى فى صورتك التى أنت عليها، فأتاه فيها فإذا هو مشوّه الخلق كريه المنظر جسده جسد خنزير ووجهه وجه قرد وعيناه مشقوقتان طولا وأسنانه كلّها عظم واحد وليس له لحية ويداه فى منكبيه وله يدان آخرتان فى جانبيه وأصابعه حلقة واحدة وله ضفيران كالليف، وعليه لباس المجوس واليهود والنصارى، وفى وسطه منطقة من جلود السباع فيها كيران معلّقة وعليه حلاحل، وفى يده جرس عظيم، وعلى رأسه بيضة من حديد معوّجة كالخطّاف، فقال له يحيى عليه السلام: ويحك ما الذى شوّه خلقك؟ فقال: كنت طاؤوس الملائكة فعصيت الله فمسخنى فى أنجس صورة وهى ما ترى، قال: فما هذه الكيران؟ قال:

شهوات بنى آدم، قال: فما هذا الجرس؟ قال: صوت المعازف والنوح، قال:

فما هذه الخطاطيف؟ قال: أخطف بها عقولهم، قال: فأين تسكن؟ قال: فى صدورهم وأجرى فى عروقهم، قال: فما الذى يعصهم منك؟ قال: بغض الدنيا وحبّ الآخرة!

وقال الخطيب بإسناده عن ابن المنادى، قال: يجئ الشيطان الذى يقال له القرقيّة فى صورة طائر، وفى رواية: يجئ الشيطان فى صورة طائر يقال له القرقيّة فيخفق بجناحه على عين الرجال الذى يقر أهله على الفاحشة فلا ينكرها بعد ذلك.

وقال أحمد بن حنبل رحمه الله (١) بإسناده عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يضع إبليس عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجئ أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئا، ويجئ أحدهم (٢٢٠) فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله فيدنيه منه


(١) المعجم المفهرس ٢/ ٤٦١؛ صحيح مسلم ٨/ ١٣٨، المنافقون