للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدائرة على اللعين زكرويه، فانهزم، وقتل من جيوشه أكثرها، وأسر منهم خلق كثير. وأفلت صعاليك من العرب على الخيل مجرّدين.

ووصل إلى الملعون وهو فى القبة فى أوائل سواده، وقد كانوا قد تحمّلوا فأخذوا. وكان سبيا عظيما، فلم يؤبه إليه وظنوا أنّه فى الخيل المنهزمة فاتّبعوها. ثم إنّ رجل من الجيش الخليفتى قذف بنار فوقعت فى قبته، فخرج الملعون من ظهرها. فلحقه بعض (ص ٦٢) الرجالة وهو لا يعرفه. فأدركه بعض أصحاب للحيم وهو قد ضربه على رأسه ضربة أثخنه بها. فسقط إلى الأرض. فلما عرفه ذلك الرجل الذى أدركه قال لصاحبه: قد ظفرت يدك. هذا صاحب القوم. ثم أركبه نجيبا فارها وقال له: طر إن أمكنك. فإذا دخلت بغداد فعرّف الوزير أنك رسولى وسلّم إليه الخاتم واشرح له ما شاهدت. واعلم أنه إن علم محمد ابن إسحاق بن كنداج وإسحاق بن عمران بمكانك حبساك حتى يسبقك الخبر منهما إليه.

فعمل بذلك. فكان ذلك الرجل أول بشير بالفتح على الوزير.

ومضى لحيم إلى وصيف وابن سيما فعرّفهما. فاجتمعوا جميعا وكتبوا كتاب الفتح، وأخذ جماعة من آل زكرويه، ونهب الجيش عسكرهم.