للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التلخيص، حتى بلغ من أمر المكتفى أنّه امتنع من الدخول إلى النساء، وكان يصوم (ص ٦١) نهاره سهوا لعظم أمرهم وفخامة حالهم. وكسروا جيوش الخليفة عدّة طرق. وقتلوا وأسروا كبار القواد، وفعلوا أمور تقشعرّ لسماعها الأبدان.

ولم يزالون كذلك حتى نفذ المكتفى بالله سائر جيوشه مع خاصة نفسه يقدمهم محمد بن إسحاق بن كنداج وغيره. فنزلوا يوم السبت لثمان بقين من شهر ربيع الأول سنة أربع وتسعين ومئتين بقرية خراب يقال لها صماخ، كان يسكنها على قديم الزمان قوم من ربيعة يقال لهم بنو عنزة، وبينها وبين البصرة ثلاثة أيّام. فلقيهم قوم من الأعراب فخبّروهم أنّ القرامطة بالبنّى، وهو موضع من وادى ذى قار الذى كانت فيه وقعة العرب مع العجم فى أيام كسرى ابرويز، فظفرت العرب بالعجم.

وهو واد كثير الماء العذب، وبينه وبين منزلة الجيش الخليفتى عشرة أميال. فبات الجيش بصماخ. وتراءت الطلائع فى عشى يومئذ. ورحل من غد زكرويه لعنه الله طامعا فى الظفر. فالتقوا بقرية خراب يقال لها إرم بينها وبين البنّى ثلاثة أميال، وذلك يوم الأحد لسبع بقين من ربيع الأول، فاقتتلوا قتالا شديدا صبر فيه الفئتين. ثم كانت