ولما وصل كتاب إسحاق بن عمران إلى الوزير العباس بن الحسن قلق وشاور أصحابه فى لقاء المكتفى بالله بذلك. فأشاروا عليه بتعجيله.
فقال: كيف ألقاء بذلك مع ما يحتاج إليه من الأموال؟ ولعهدى به قد ناظرنى بالأمس فى دينار ذكر أنه فضل بقية نفقة دفعت إليه.
فقال أصحاب الوزير له: اذكر له ذلك، فإن أسعفك وإلاّ ففى أموالنا فضل.
فقال: لقد فرّجتم عنى.
ثم إنه طالع المكتفى بالله. فقال له المكتفى: كأنى بك أيها الوزير قد قلت كيف أطالع أمير المؤمنين بمثل هذا، وبالأمس قد ناظرنى فى دينار!
فقال: قد كان ذلك والله يا أمير المؤمنين.
قال: إنما كان ذلك يقتضى لمثل ما كنا فيه، وأمّا هذا فلا نبخل بمال. امدد يدك بالإنفاق فى الرجال ليلا ونهارا، وجرّد الكبار من القوّاد.
ففعل ذلك. ووصل أوائل الجيش الكوفة فى اليوم السادس من عيد النحر.
قلت: ثم كان لهم بعد ذلك وقائع وحروب. وأخذوا القرامطة تلك السنة جميع الحاج القادم. وفعلوا من الأمور القباح ما يضيق عنه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute