للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خرجوا وقد قتلوا من الناس مقتلة عظيمة إلى خارج البلد، فباتوا خارج البلد. وخرج الناس بعيالاتهم فركبوا الأنهار. وباكر البلد. فنزل دار عبد السلام الهاشمى. وتفرق أصحابه فى البلد يقتلون من وجدوا وينهبون ما يجدون ويحمل ذلك إلى مكان قد عيّن لجمعه فيه. ثم إنهم رحلوا آخر النهار إلى الأحساء بلدهم. وتراجع الناس إلى دفن قتلاهم.

فلما اتصل خبرهم بالسلطان أنفذ ابن نفيس فى عدّة وعدد.

فشكر الناس. ثم قلّد أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان أعمال الكوفة وحبيلا وقصر ابن هبيرة والسواد وطريق مكة. فجرى بينه وبين الثورانى وقائع عظيمة يطول شرحها. وردّهم عن أعماله بشجاعته وصرامته، حتى إنه تعرض قوم من الأعراب للفساد فى عمله، فرحل فى إثرهم إلى قرب دومة الجندل حتى ظفر بهم. ولم يكن أحد قبله فعل ذلك. فهابوه وعمرت البلاد فى أيّامه، وصلحت الطرق، وأمنت الناس. فلما وقف القرمطى على ما <فعل> هاله ذلك. وكانت جواسيسه لا تنقطع عن العراق كثرة فى صور مختلفة.

وأمره يطول شرحه مع وقائع جرت له مع أبى الهيجاء ابن حمدان، وأسره إيّاه فى حديث طويل جدا.

ولم يزل كذلك إلى أن دخلت سنة ست عشرة وثلاث مئة.

فدخل الكوفة. وكان عاد لا يمنعه عنها مانع. فدخلها يوم الجمعة