للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لثلاث خلت من شهر رمضان من هذه السنة المذكورة. فأقام بها إلى مستهلّ ذى الحجة ولم يقتل بها أحد، ولا نهب شيئا، فساس الناس أمرهم معه، ولطفوا به وبمن معه، ثم رحل عن الكوفة فى ذى الحجة.

فلما كان فى سنة سبع عشرة وثلاث مئة رحل بجيشه، فوافى مكّة. فدخلها يوم الاثنين لثمان خلون من ذى الحجة فقتل الناس فى البيت (ص ٦٥) قتلا ذريعا، ونهب البيت، وأخذ سلبه، وقلع ذهبه، ونزع بابه وستائره، وأظهر الاستخفاف به، وقلع الحجر الأسود وأخذه معه، ولم يشكّ الملعون هو وأصحابه بجهلهم أنه قد بطل قول الله عزّ وجلّ ({وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً}). وخلع الشكّ فى ذلك كثيرا من الناس عن دينه، ولم يعلم أنّ معنى ذلك أنه من دخله كان آمنا فى حكمى وفرضى. فأمّا أن يكون أخرج ذلك مخرج الأخبار فإنه غلط، لأن الآية جاءت على معهود كما بيّن عزّ وجلّ.

ولم يزل الحجر الأسود عندهم إلى سنة تسع وثلاثين وثلاث مئة.

فأرادوا أن يستميلوا أهل الإسلام بالمقاربة، وأراد الله أن يهتك أستارهم وأن يكذب ما قدّموه من دعوتهم، وأن يلجئهم إلى تناقض الأقوال