بما شاؤا، يعطون من أحبّوا، ويمنعون من خالفهم. وذلك أنهم رأو الناس متكلّبين على حبّ الدنيا وطلب الرياسة والترقى إلى المراتب، فدخلوا عليهم بما أحبّوا. وقالوا: نحن رسل رجال الغيب المتصرّفين فى هذا العالم بالعطاء والمنع، ويوهموا المغرور ويذكروا له أناس كانوا سقاط قد صاروا أرباب مناصب، ويدّعون أنهم كانوا السبب فى ترقيهم. فيرى ذلك المغرور أن ذلك الرجل الذى ذكروه له كان أقلّ منه فى مبتدإ أمره، وأنه لم يكن أهلا لما قد صار إليه، فتطمع آماله ويرتبط عليهم ويستعبدونه بما شاؤا. فهم عند ذلك المخيّرون.
فهم إن شاؤا أخرجوهم عن دينهم وإن شاؤا استمدوا من أموالهم أوّلا فأولا.
وقد بلغنى عن رجل عظيم القدر لا يمكننى ذكره أنهم لعبوا به حتى ركّبوه ثورا ووجهه إلى ذنبه، وطلعوا به الجبل حتى يجمعوا بينه وبين رجال الغيب وهم يمشون به ووجهه إلى دبر الثور. وقالوا له:
إنك لا تصل إليهم إلاّ بهذا الثور، فإنه الذى يسقى عليه أرضهم التى يقتاتون بها لاجل أكل الحلال. فانظر إلى. . . (ص ٧٥). . . . . .