للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له الدين وله الحمد يحيى ويميت، وإليه المصير. وهو على كلّ شئ قدير. وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. فإنّى رأيت أنّ كتابى هذا جامع لأخبار الناس، فلا أشوبه بشئ يكون فيه التباس، وهذه المقالة كافية، والقصد منها أن تفهم لئلا يقع غرّ ولا جاهل، ويتحقق أنّ هذه المسائل والوهبات جميعها ابتداء الشر فى دينه ودنياه. فيجب على من أهدى الله قلبه للإيمان إذا وقع بمن يخاطبه ويداخله بشئ هذا مبتدأه أن يتجنّبه (ص ٧٤) ويتحقّق منه أنّ آخر أمره معه يؤول إلى التعطيل والإباحة نعوذ بالله منهما.

وهذه الطائفة لم تزل من أول زمان تحت الذلّ والخوف والوجل، تضرب أرقابهم، ويرفعون على الخشب فى كلّ بلدة، وفى كل إقليم إذا ظهر أحد منهم.

وربما أنّ فى هذا العصر عند وضعى لهذا التاريخ أناس يعتقدون ما قد ذكرناه. غير أنهم لم يصلون إلى هذه الرتبة واحتاجون إليها لقرب مأخذهم بعقول من صبا إليهم، وأنهم يوهمون المغرورين أنهم رسل رجال الغيب، وأنّ رجال الغيب هم المتصرفون فى هذا الوجود