للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسيخ الإنس وأقواها المارد، وقال الحسن البصرى: الشياطين أولاد إبليس لا يموتون إلاّ معه والجنّ يموتون قبله، وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:

خلق الله قبل آدم الجانّ بألفى سنة، وقد روى مرفوعا، والموقوف أصحّ.

(٢٢٣) وحكى السدّى رحمه الله عن أشياخه، قالوا: فى الجنّ المؤمن والكافر والقدريّة والمعتزلة والجهميّة والشيعة وجميع الفرق، وحكى مجاهد عن ابن عبّاس أنّه قال: هم قوم على أصناف على صور الحيات والعقارب والأسد والذباب والثعالب ونحوها، وقال الترمذى: (١) حدّثنا على بن حجر بإسناده عن أبى هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتلوا الأسودين ولو كنتم فى الصلاة: الحيّة والعقرب، ووفّاه أبو داود، وفيه: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلهما، قال الترمذى: (٢)

وفى الباب عن رافع بن خديج وابن عبّاس، وحديث أبى هريرة صحيح حسن، والعمل عليه عند بعض أهل العلم من الصحابة وغيرهم من بعدهم، وكره بعضهم ذلك، والقول الأوّل أصحّ.

قلت: وعامّة العلماء على جواز قتل الحيّة والعقرب فى الصلاة وكرهه إبراهيم النخعى لأنّه عمل كثير، وقد روى أنّ النبى صلى الله عليه وسلم أمر أن يؤذنوا قبل قتلهم، فقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه بإسناده عن جرير بن عبد الله قال:

أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه إذا ظهروا فى مكان أن يؤذنوا بالانصراف قبل قتلهم يقال: خلّ الطريق ومر بإذن الله يعنى إذا تصوّر الجنّ فى صورة كالحيّات والعقارب. وقال ابن أبى ليلى: الحيّة البيضاء التى تمشى مستوية هى الجانّ فتلك التى تنذر قبل قتلهم، أمّا غيرها فلا ينذر بل يقتل، قال أبو جعفر الطحاوى:


(١) سنن الترمذى ١/ ٢٤١، الصلاة، باب ٢٨٣
(٢) قارن المعجم المفهرس ٣/ ٢٠