وفيها فى الثامن من شهر جمادى الأولى يوم الجمعة حضر القاضى النعمان المغربى والقائد جوهر إلى جامع ابن طولون وأمّر أن يؤذّن بحىّ على خير العمل. وهو أوّل يوم أذّن بذلك فى مصر.
وفيها كان النواح على الحسين ببغداد على الرسم والعادة على ما تقدّم من شرحه فى الجزء الذى قبله.
وفيها وجّه القائد جوهر الإخشيديّة إلى المغرب.
ولما انكسر الحسن بن عبيد الله بن طغج وأسر انتقل جعفر بن فلاح من الرملة إلى طبرية. وابتدأ يبنى قصرا عند جسر الصيرة.
وكان بها يومئذ فاتكا غلام ملهم، واليا عليها من قبل كافور الإخشيدى رحمه الله. وقد كان ابن فلاح راسله وخدعه حتى قعد عن نصرة الحسن بن عبيد الله-وكانت بنو عقيل على حوران والبثنيّة من قبل الإخشيدية حين ولى كافور مروان وظالما وملهما تلك الديار.
فلما تمكن جعفر بن فلاح من طبريّة ومن الملاهمة أراد أن يقلع الجميع من تلك الديار. فاستجلب إليه مرّة وفزارة من العرب وقرر معهم قتل فاتكا غلام ملهم والى طبرية. فرتبوا له رجالة من المغاربة فظفروا به غفلة. فلما رآهم قد أحاطوا به يأس من الحياة. فجرّد سيفه وقال:
غدرتم ونقضتم الأيمان. وضرب رجلا منهم على وجهه فعبر السيف فيه فرمى نصف رأسه، وأدركه بقية القوم فقتلوه.